المشكل الفلسفي : توطئة نظرية : غالبا ما يتجه هم المتعلم ، متى تعلق الأمر بسؤال مطروح عليه إلى البحث المضني عن جواب يعتقد انه جاهز في موضع ما : في دنيا الحقائق الخالدة، في صلب الوجود، في " اللوح المحفوظ " أو في القائمة التي يحتفظ بها الذهن الجماعي ويتخذها مرجعا لأحكامه . فلنحسّسه بأن هناك مشكلا وراء السؤال ، لكن هذا لا يزعجه ولا يكون مناسبة جديدة تدعوه إلى فعل التفكير، إذ المشكل عنده له حلّ جاهز ، هو أيضا ينتمي إلى عوالم الجواب المذكورة، فلا إشكال عنده في مسألة المشكل : هذا المفهوم معهود وما يشد انتباهه هو الحل الذي يقترن في رأيه انطولوجيا بالمشكل . هذا الوضع مأساوي من الناحية المدرسية، ذلك أن وضع المشكل في ذهن المتعلّم يعيّن مصير مقاله تعيينا كاملا وبالتالي مصير نتائجه في آخر سنة طويلة ومملّة من الدرس المضني والتدارس المفتعل . هذا يدفعنا صوبا إلى عملية تربوية (منهجية) بسيطة ناجعة وهي عملية " التمييز المفهومي " بين ا لسؤال والمشكل . فالسؤال يفترض أن الجواب عنه يكون امتدادا مباشرا له ويحظى بشيء من البداهة، ولكن عندما يحرجنا السؤال ويُحيرنا فلا جواب ي...